بسم الله الرحمن الرحيم : بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فأذا هو زاهق ،
السلام عليكم ، المتمعن الخبير لا يسحر بعذوبة الكلام ولا كثرة الاقلام ، والمهتدي بنور الحق والمتأمل بآيات الخلق يرى الاحداث من فوق ، فكلما علا وسمى تصغر له صعوبات الحقائق ، وتنكشف له اسرار الخوارق ، حتى تكون على حد قول امير المؤمنين كالدرهم في كف احدكم يقلبه حيث يشآء ،
لذالك نقول كلما ضعفت روح الامة زادت وكبرت اصنامها ، وكلما ارتفعت روح الامة نزهت معبودها وكسرت اصنامها .
وكذالك فعل السامري ، وكذالك فعل موسى .
* الدخول في قضية التوقيت سيكون على ثلاث مراتب لنحيط بجميع جوانبه انشاء الله وبه نستعين ،
[size=32]* ( المرتبة الاولى )- وهي مرتبة الحقيقة ، ولعلها اصعب على فهم الكثير ممن بحث في التوقيت فضلا عن المثقفين والمطلعين عليها اجمالا ، نعم يستطيع الفهم ربما بمزيد شرح وتوضيح ولكن ان يستنبطه بلا سابق دراسة ودراية فهو صعب ، ولولا الشبهة وكثرة الجدل المترتب عليها لما احتجنا لذالك ، ولكن نقول مقدما : كان القول واضحا من ال البيت بعدم التوقيت ، ولكن شبه للبعض انهم وقفوا على الحق مستعينين بآيات الحق ، فلم يدركوا أن نفس القرآن الذي يقول لهم : فيه تبيان كل شيئ ، يقول لهم في محل آخر : لا يمسه الا المطهرون ، ويقول لهم : لا يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ،
لهذا توهم واستعجل من كان يظن انه اي احد يمكن له ان يمد يده ويأخذ ما يريد ويشاء من حقائق واسرار هذا القران الكريم العظيم ، لان نفس هذا القرآن يقول لهم قفوا مكانكم ، فلا يمسه الا المطهرون لانه في كتاب مكنون ، فلا تستطيع ان تأخذ الا بقدرك مهما زاد خطرك ، فأسرار الله لها اصحابها ،
نقول هذا حتى لا يتجراء احد ما متوهما بشبهة ما فيضن انه يستطيع تجاوز المعصوم وينفذ من خلال حجابه اذا كان هناك منع مسبق كقضية منع التوقيت في ظهور الامام المهدي ع ، لذالك طالت قليلا المقدمة ،
* وعليه نقول لولا ال البيت ع ، لما عرفنا كيف اثرت افعال الشيعة بمقادير الله وقضآءه ، وابرامه ، ولكن شآئت الاقدار والحكمة ان تنكشف بعض اسرارها وإن زادت في مصابنا إلا انها نبهت افهامنا ،
لقد كان ظهور المهدي ع في لوح المحو والاثبات موجود مقدر ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده علم الكتاب ) . ولقد كانت شرائط ظهوره قبلا لعلها اسهل واكثر ميسرة . ولكن سوء فعل الشيعة والموالين ادى الى كسر شرائط الظهور وقت ذاك وذالك بعدم الامتثال لقول المعصوم من ال البيت ع ، فجرى البداء على الظهور وتأجل الى موعد آخر ، اي جرى البداء على ما هو كان مقدر من امر الظهور في لوح المحو والاثبات فلم يتم لان مقاديره ( اسبابه ) لم تكتمل ، وهذا هو قانون وسنة لوح المحو والاثبات مرهون بالشرائط . متى ما اكتملت اصبحت قضاء ثم تكون قضاء مبرما ، حتما واقعا ، ومن هنا يفهم مدخل الدعاء وبعض آثار الاعمال على تغيير نتائج بعض الثوابت الاولية من طول العمر مثلا وغيرها ،
ولذالك بعد أن حصل ما حصل ، تطلب من الامة اعادة العمل والانتضار ( الاستعداد ) للظهور الجديد ولكن لعله اصبح عليهم الامتحان اصعب والشرائط ادق فتطلب ذالك منهم جهدا وجهاد اكبر حتى تكتمل الشرائط لتتم المقادير المطلوبة للظهور في لوح المشيئة اي لوح المحو والاثبات ،
ولكن لسوء الحظ لم يحسنوا العمل وانكسرت الشرائط مرة اخرى ولم تتم مقادير القضاء ، وجرى البداء ، ولكن هذه المرة انسد عليهم باب الرجاء ان يطلبوه في لوح المحو والاثبات اذا صح التعبير ، وصار سر ظهور الامام عج في اللوح المحفوظ ، واصبحت شرائط الظهور اصعب واتعب واطول مما يظنون ، وذالك لعله حتى يكونوا بكلام واوامر امامهم لا يفرطون ،
لذالك ترى الامام ابي عبد الله ع يقول ( يا ابا اسحاق ، إن هذا الامر قد أخر مرتين )
وعن الباقر ع يقول ( يا ثابت إن الله تعالى قد كان وقت هذا الامر في سنة السبعين ، فلما قتل الحسين ع - اشتد غضب الله فأخره الى اربعين ومئة ، فحدثناكم بذالك فأذعتموه وكشفتم قناع الستر ، فلم يجعل الله لهذا الامر بعد ذالك وقتا عندنا ، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب .)
* وهنا نقول ، ليس العبرة في كثرة الاحاديث والادلة بل العبرة في فهمها ، ولدليل واحد يفهم جيدا لربما يكشف اسرار كثيرة ويظهر حقائق متعددة ( ولقد كان لكم مثل في كيف استخرجنا نضرية وحقائق وارقام كثيرة في بحثنا السابق : قاعدة اقرب احتمال للخروج 1437 ومن رواية واحدة )
ولنرجع لقول المعصوم اعلاه لما يقول : وكشفتم قناع الستر . وهنا تم كشف قناع الستر لما اذيع لمن لم يؤذن له ان يذاع سواء من الاتباع او الاعداء ، فانكسرة الاقدار في لوح المحو والاثبات التي ذكرها الامام ع ،
ثم يقول الامام ع : ، فلم يجعل لهذا الامر بعد ذالك وقتا عندنا . اي لا وقت معلوم عند اهل البيت في مرتبة علم لوح المحو والاثبات ،
ثم يقول الامام ع : يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب . اي انتقل ملف ظهور الامام الحجة ع ال اللوح المحفوظ بنص الرواية ، وهنا يعلم الامام بها ولكن شرائط وسنن هذه المرتبة من العلم العالية هي غير تلك التي في لوح المحو والاثبات ، فقد دخلت في السر المكنون الذي لا يمسه الا المطهرون ، ولا به يذيعون لان مثلهم هناك : بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول ويفعلون ما يؤمرون .
هذه هي قضية امامكم ع في مراتب الملكوت ، ولهذا فأن الامر لا سبيل في الوصول اليه الا المطهرون ( محمد ص وال بيته المعصومين ) ، وهم بدورهم لم يؤذن لهم بالبوح به ، فمن ادعى لكم بعد ذالك فحاججوه بما فهمتم من اصل ومنشاء القضية اعلاه ، لذالك لا توقيت ، ومن وقت ملعون ، كذاب . بنص قول الامام الصريح ، هذا مقدار فهمنا في هذه المرتبة والله اعلم ، هذه المرتبة الاولى من البحث
[size=32]
* ( المرتبة الثانية )[/size]
- هذه المرتبة سوف تكون اسهل اذا تم فهم المرتبة الاولى خصوصا ، وهي مرتبة الروايات التي صدرة من ال البيت في نهي التوقيت واللعن والتكذيب لمن يدعي ذالك ، ولعل هذه المسألة عند المحققين والباحثين في قضية الامام الحجة كانت واضحة لديهم وحاسمة بأن لا توقيت ممكن وكما صرح الائمة ع ، لذالك لا نريد الدخول في تفاصيلها وقد كثرة الادلة والاستنتاجات حولها ولعل القراء على علم اجمالي برأي المختصين المستفاد من الروايات بأنه لا توقيت لذالك سوف لا ندخل بالتفاصيل هنا حتى لا نطيل ، ونأخذ النتائج وهو لا توقيت عند ال البيت في محقق رواياتهم ، التي فهمها باحثينا المختصين
الا ان نوضح مسألة في الاجمال هنا وهو ان قضية الامام المهدي ع قد احيطت بالسرية ، وتم الاعداد لغيبته ع من عهد جده الامام الهادي ع ، وقد تم التعامل مع قضيته من الاول وحتى غيبته الكبرى بحزم وحذر شديدين ، حتى انهم حرموا البوح بأسمه في مرحلة من المراحل الاولى لانه وحسب تفسير الامام اذا عرف الاسم وقع الطلب والى هذا الحد من السرية كما ترون ،
فلما مضت الفترة هذه صار العكس على الامة بأن تذكر اسمه ونسبه واحواله وغيرها جيل بعد جيل بعضا لبعض ، ليتذكروا دوما بأن لهم امام غائب اسمه محمد ابن الحسن المهدي عج ،
لهذا نكتفي بهذا القدر في هذه المرتبة الثانية من بحث التوقيت ، وهي واضحة للناس الا من شذ في الرأي او تاه في النتيجة لشبهة ما ، فالحق فيها ان ال البيت لم يوقتوا لنا بعد ذالك ولا توقيت ولا طريق للوصول الى التوقيت الا بأذن الله وعن طريق ال البيت وهو يوم الظهور بالصيحة الجبرائيلية .
[/size]
فالملاحظ للأخبار الصادرة عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام من بعده بخصوص مسألة الظهور يجدها قد واجهت هذا اللون من التفكير، فقد روي النعماني بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد اللَّه، قال: قلت له: جعلت فداك متى خروج القائم عليه السلام؟ فقال عليه السلام: (يا أبا محمد، إنّا أهل البيت لا نوقّت، وقد قال محمد صلى الله عليه وآله كذب الوقّاتون).(1)
وروي بسنده عن محمد بن مسلم عن الصادق عليه السلام، قال: قال أبو عبد اللَّه عليه السلام: (يا محمد، من أخبرك عنا توقيتاً فلا تهب أن تكذبه، فإنّا لا نوقّت لأحد وقتاً).(2)
وبسنده عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: قال: قلت إنّ لهذا الأمر وقتاً؟ فقال عليه السلام: (كذب الوقاتون، كذب الوقاتون).(3)
وجاء عن الإمام المهدي عليه السلام نفسه عن أبي جعفر محمد بن عثمان العمري النائب الثاني: (وأما ظهور الفرج فإنّه إلى اللَّه وكذب الوقاتون).(4)
* ( المرتبة الثالثة )
- وهنا سوف نضرب الضربة التي تهد بنيان الشبهة ، لذالك ابتدأنا القول : بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فأذا هو زاهق .
وسوف نأخذ من واقع التوقيت العملي مثال ونجري عليه ما تم بحثه واستنتاجه من قبل في قضية التوقيت او تحليله علميا ومنطقيا ونرى ما يمكن ان نصل اليه ، لذالك وقع اختيارنا على احد بحوث التوقيت المشهورة حاليا ، وهو كتاب ظهور الامام المهدي 2015 ( كحقيقة قرآنية )
والكاتب هو جابر البلوشي ، ولعل الكثير قد اطلع على بحثه ونتائجه
وهنا نقول سنضع ونجري البحث في المرتبة الثالثة وهي المرحلة العملية لنقض التوقيت ،
بسم الله الرحمن الرحيم ،
انتم اذا رجعتم ( بل وانصح بالرجوع وتقرأون بحث الاخ البلوشي ) تجدون علامة استفهام كبيرة يمكن وضعها على البحث مقدما وفيما يخص التوقيت لعام الظهور ب 2015 م ، ونقول له من اين جئت واستخرجت سنة 2015 ميلادي ، وعلى اية آية طبقت علم الحروف واستخرجت عام 2015 ، بل اصلا اين هو علم الحروف في هذه الحيثية ، والجواب لا توجد ولم يوضح لنا
فجأة ووجدنا ان الرقم 2015 هو اصبح سنة ظهور الامام ، نعم قد استخرج من بعض الايات رقم هو 2014 ولم يكن الذي استخدمه علم الحروف ، اي الجدولين اللذين وضعهما في مقدمة بحثه لتطبيق علم الحروف عليهما ، ولعل ما استخدم هنا هو الاعجاز الرقمي ان صح الوصف في دقة استنتاجه للرقم 2014 ،وذالك من كلمات من سورة الاسراء من آية 1 - 7 ، لدلالة معينه عنده بأنها ربما ترتبط بقضية الامام المهدي ؟ [right]سورة الإسراء
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ